كان هناك فيل , أغرته ضخامة حجمه أمام ضآلة حجم الفئران ,شاهد الفيل مجموعة من الفئران قادمون , وقف الفيل ليقطع عليهم الطريق بضخامة حجمه , عندما رأى الفئران صنيع الفيل , تقدم زعيمهم إليه وقال له : يا ضخامة الفيل العظيم , لو سمحت أفسح لنا الطريق , نود ان نعبر الشارع , نود ان نرى الجهة الأخرى من الشارع , فرد عليه الفيل بغطرسة : لا أرغب فى ذلك , خذ فئرانك واذهب , إلتزموا جحوركم .
فقال له زعيم الفئران : لكننا نريد العبور لنرى الجهة الأخرى من الشارع , إنه لأمر هام بالنسبة لنا .
فرد عليه الفيل بسخرية : ليس هناك أهم منى هنا , إذهب أنت وفئرانك, إذهب.
قال له زعيم الفئران : أجل سنذهب , لكن ليس خوفاً منك بقدر ماهو إحتراماً لك , لعلك ترجع عن قرارك هذا وتعطينا الفرصة لنمر, لنرى الجانب الأخر من الشارع , نحن لا نريد التصادم معك.
هنا غضب الفيل غضباً شديداً ورفع خرطومه و صاح قائلاً : كيف بك يا هذا تتجرأ وتتفوه معى هكذا , من أنت ؟ والله إن لم تذهب وفئرانك , سأدهسكم جميعاً بأقدامى .
فى تلك اللحظة أتى فأر صغير الحجم من بين الصفوف وقال فى أدب وإستحياء : يا ضخامة الفيل العظيم, إنه زعيمنا , الساهر على راحتنا وحمايتنا , يتكلم بلسان حالنا , يعمل لصالحنا , وعلينا طاعته , وإن ما قاله زعيمنا , لا أرى فيه ما يعكر صفو ضخامتكم . فلماذا أنت بغاضب هكذا ؟.
قال الفيل : ويحك , ويحك , ألا ترى ضخامة جسمى ؟ ألم تستشعر قوتى ؟
قال له الجرز : أتظن ضخامتكم بأن القوة فى ضخامة الجسم ؟
قال الفيل : وماذا تظن يا هذا ؟ فبضخامة جسمى وقوتى أفعل الكثير , أفعل ما لا تستطيع أنت وعشيرتك عليه .
فاجابه الفأر : نعم لكننا نستطيع أن نفعل ما لا تسطيع فعله أنت ايضاً.
قال الفيل فى سخرية وإستهزاء : ها ها ها وكيف هذا يا صغير وفصيح عصرك؟
رد عليه الفأر : أتستطيع ضخامتكم عبور هذا الشارع للجهة الأخرى وهذا الحائط موجود فى وسط الشارع عائقاً ؟
قال الفيل ضاحكا : هذا بالأمر اليسير , فبركلة واحدة بقدمى هذه , أهدم ذلك الحائط وأمر للجهة الأخرى .
هنا ضحكت جميع الفئران , وقال زعيمهم : لكن بالحائط جحورنا التى نحتمى بها من برد الشتاء وحر الصيف يا ضخامة الفيل العظيــم .
هنا ضحكت جميع الفئران , وقال زعيمهم : لكن بالحائط جحورنا التى نحتمى بها من برد الشتاء وحر الصيف يا ضخامة الفيل العظيــم .
قال الفيل فى كبرياء : الأمر لا يعنينى.
فقال الفأر الصغير : أرأيت ضخامتكم , فحجمك الكبير جعلك تـشعر بأنك الأهم , وأنك قادر على ما لايقدر عليه أحد , وجعلك تسخر وتستهين بمن هو أقل منك حجماً وقوة , فنحن يا ضخامة الفيل العظيم نستطيع العبور للجهة الأخرى دون الحاجة لهدم الحائط , نحن نستطيع حفر أنفاق أسفل الحائط للعبور من خلالها , نحن نستطيع العبور أيضاً من خلال الثقوب الصغيرة الموجودة فى الحائط , ونستطيع أيضاً تسلق الحائط للجهة الأخرى , نستطيع فعل كل هذا دون الحاجة لهدم الحائط , بينما أنت لاتستطيع فعل ذلك بسبب ضخامة حجمك .
ياضخامة الفيل العظيم , إن الله أعطى كلٍ منا ما يؤهله ويعينه على الحياة والبقاء .
ياضخامة الفيل العظيم , إن القوة ليست فى ضخامة الجسم , وإنما فى رجاحة العقل.
No comments:
Post a Comment