"ما بين عشيةٍ وضحاها , تتبــدل الأحــوال ويغيـِّـر الله حالٍ بحال" إنطلقت هذه المقولة بسرعة الصاروخ لتستقر فى عقــلى , تستنطقه وتشغله فى التفكير متســائلاً : ماذا سيحدث فى يوم 23 يوليو القادم ؟ هل ستحتفل مصر بعيد الثورة , أعنى ثورة العسكر بقيادة جمال عبد الناصر , بحكم أن ذلك اليوم مازال عطلة رسمية و عيداً قومياً للبلاد طبقاُ للقانون المصرى . وإن تم ذلك , فماذا عن يوم 25 يناير القادم , هل سيحتفل المصريون أيضاً بعيد الثورة , الثورة الشعبية التى هب فيها الشعب ضد الفساد والديكتاتورية ؟
هل يجوز لنا أن نحتفى بثورتين وأيهما سيكون عيداً قومياً للبلاد ؟ إن إختارنا ثورة يوليو لتكون عيداً قومياً كما هو , تقديراً منا لدور الجيش المصرى الذى يحظى بتقدير وإحترام جموع المصريين , فإننا بذلك نقلل من شأن ثورة 25 يناير التى أنهت الدولة البوليسية , دولة الديكتاتورية والفساد , وأعادت للمصرى حريته وأعتزازه بذاته وبمصريته التى إفتقـــدها لعهود طويلة سابقة , والعكس صحيح .
وأن إخترنا 25 يناير ليكون عيدا قومياً ويكون عيداً للثورة فماذا عن يوم الشرطة أقصد العيد القومى للشرطة المصرية ونحن نعلم جيداً دلالة ذلك اليوم للشرطة المصرية التى قاومت الإحتلال الإنجليزى فى الإسماعيلية ( فى عام 1952 ) وإستشهد منها خمسين شرطياً بالإضافة لأعداد المصابين , فى معركة غير متكافئة بين قوات الإحتلال الإنجليزى وبين قوات الشرطة المصرية التى رفض رجالها تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
قد يقول قائل بأننى أتكلم عن ماضٍ , وأننا نعيش اليوم مرحلة جديدة من تاريخنا , مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 , مرحلة الديمقراطية والدولة المدنية , والحاضر يجُبْ ما قبلة , فقد أتت ثورة يوليو لتحل محل ثورة عرابى و ثورة 1919 , فما المانع أن تحل ثورة يناير محل ثورة يوليو , وتذهب ثورة يوليو لصفحات التاريخ؟
أما عن يوم الشرطة الذى كان موافقا ليوم ثورة يناير , فقد يقول قائل بأن شرطة النظام البائد السابق والتى قتلت أبناء الشعب المصرى وأرهبته على مدار ثلاثين عاماً , ليست كالتى كانت فى عام 952ا , التى ضحت من أجل كبرياء مصر وحماية أبنائها .
إذاً , يجب ألا نستبق الأحداث وننتظر عما ستسفر عنه الأيــــــــــــــام القادمة.
No comments:
Post a Comment