القـديسـة فـــرينا , قديســة مصرية عذراء من مدينة كركوز بمركز قوص محافظة قنا فى صعيد مصر, ولدت فى أواخر القرن الثالث الميلادى , فى العصر الرومانى وقت أن كانت مصر خاضعة للحكم الرومانى وتابعة للإمبراطورية الرومانية , وإسم فـــرينا فى اللغة القبطية يعنى البذرة الطيبة.
تحتفل بها سويسرا كل عام فى الفاتح من سبتمبر . دفنت فى ســـويسرا وبنى لها أهل زُرزاخ ,كنيسة فوق قبرها الذى رسموا عليه صورة لها وهى تحمل مشطاً فرعونياً وإبريق ماء فى إشارة لدورها الذى كانت تقوم به , وبعدما هدمت القبائل الجرمانية تلك الكنيسة عندما إجتاحوا المدينة ,قام أهل المدينة فى القرن التاسع عشر بتشييد دير مكان الكنيسة التى هدمت , تقديراً وعرفاً منهم للدور الذى قامت به تلك القديسة المصرية , ويوجد عند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا تمثالاً لها وهى تحمل جرة بها ماء ، ويبلغ عدد الكنائس التى تحمل أســمها في سويسرا وحدها سبعــون كنيسة , وفى ألمانيا نحو الثلاثون كنيسة.
القديسة فرينا , تعرفها أوروبا وخاصة سويسرا أكثر من المصريين أنفســهم بالرغم من مصريتها الأصيلة , فما هى قصة تلك القدبسة المصرية التى علمت ســـويسرا مبادىء الصحة والنظافة وعلمت بناتها أيضــاً أصول العــفة والطهارة ؟
بإختصار شديد إلتحقت فربنا كممرضة مع فتيات مسيحيات أخريات بالكتيبة الطبية التى أرسلها الإمبراطور إلى وسط أوروبا , وكانت تلك الكتيبة جزءً من الجيش الرومانى الكبيرحيث كان أفراد الجيش الرومانى وقتها من أبناء كل الشعوب الخاضعه للإمبراطورية الرومانية وكانت من بين كتائبة الحربية , كتيبة من شباب طيبة المصريين كان قوامها نحو الستة ألاف جندى أو يزيد , وصدرت لهم الأوامر بالإتجـــاه إلى وسط أوروبا ( فـرنســا تحديداً ) لمساعدة القائد مكسيميانوس فى حروبه الإقليمية هناك وقد أبلت الكتيبة بلاءً حسناً فى حروبها التى خاضتها وكانت محل إعجاب وتقدير القائد الرومانى الذى أشاد بجنودها , الأمر الذى جعل القائد الرومانى يعتمد على تلك الكتيبة فى حربه فى ســــويسرا وأرسل جزء منها إلى ســـويسرا وأبقى على الجزء الأخر فى فرنسا وطبقاً للطقوس الوثنية التى كانت سائدة فى المنطقة , أمر القائد دقليديناوس بالتبخير للأوثان أعترافاً بفضلها وللتبرك بها , وأمر أفراد الكتيبة المصرية بالمشاركة فى الطقوس ولكنهم رفضوا وأصروا على رفضهم معلنين عزمهم على القيام بواجباتهم تجاه الدولة لكنهم يرفضون المشاركة فى طقوس وثنيه لأنهم مسيحيون ولا يعبدون سوى الله رب كل شىء وإزاء موقفهم هذا أمــرالإمبراطور بقتلهم جميعاً وإستطاعت فــرينا الهرب والإختفاء مع بعض الفتيات وسكنت في أحد كهــوف الجبال التي تنتشر في ســويسـرا ويقال أنه مازال موجود حتى الآن. وكانت تخرج فــرينا من هذا الكهف إلى القرى المحيطة لتقدم أعمال الرحمة والمحبة للفلاحين والفقراء، وكانت تهتم إهتمامًا خاصًا بتعليمهم أصول النظافة الشخصية. لكن إكتشف أحد الحكام الرومان أمرها فأمر بسجنها، ولكنها بعد مدة خرجت من السجن وعادت لما كانت تفعـــله قبل سجنها مع زميلاتها العذارى بتعلــيم الفتيات والنساء الســويسريات مبادىء الصحــة العامة والنظـــــافة الشخصية , علمتهن كيف يعتنين بشعورهن وكيف يمشــطن شعــورهن حيث لم تكن أوروبا قد عرفت المشــط بعد فى ذاك الوقت , علمتهن أيضــــاً أصول العفــة والطهـــــارة .
أكتب القصــة هذه , كنموذج لدور وتأثــير الحضارة المصرية والمصرين فى الحضارة الأوروبية والحضارات الغربية بصفة عامة , وهناك من النماذج كثير .
No comments:
Post a Comment